يعد الإعلام بوسائله المختلفة هو أحد الطرق الهامة التي يحدث من خلالها عملية تثقيف العامة من الناس واطلاعهم على كل ما يدور من حولهم من جديد سواء كان من أمور ثقافية وعلمية يقوم الإعلام بنقلها وتوضيحها للناس أو من أمور سياسية تخص شئون بلادهم حيث يمثل الإعلام أيضا أحد الجهات التي تلعب دور الرقيب على دور السلطات والهيئات الحكومية بالدولة ونشر مستجدات أمورها، كما تقوم بنشر أي خطأ يحدث من جانب هذه الموؤسسات حتى يطلع الشعب على ما يحدث ببلده، والإعلام هو وسيلة قديمة جدا قد عرفها الإنسان من ألاف السنين ولكن بالطبع لم تكن بالشكل الذي نعرفه الأن، ولكن لكل عصر وسائل الإعلام الخاصة به والتي تتوافق مع خصائص العصر، حيث كان الإعلام يتمثل قديما في صورة شخص يتم تعيينه ويطلق عليه اسم الديدبان، حيث كان يقوم بمهام المراقبة والتبليغ عن أي مخالفات يراها، وظل هذا الأمر ما يقرب من خمسة ألاف عام حتى ظهرت بعد ذلك وسية جديدة من الإعلان وهي الكتابة، ومن ثم ظهرت بعدها الطباعة في عصر النهضة الأوروبية، وعلى مر هذه القرون قد تدرج مفهوم الصحافة حتى أصبح أوسع مجالا ويضم وسائل وأمور عديدة حتى وصل إلى العصر الذي نعيش فيه حاليا وهو عصر التكنولوجيا، وأصبح للصحافة فيه أشكال وأنواع ووسائل مختلفة تعتمد عليها مثل التليفزيون ومن ثم ظهور الإنترنت والكمبيوتر والهواتف المحمولة.
مفهوم الإعلام التقليدي:
يعرف الإعلام التقليدي على أنه الإعلام القديم أو الإعلام الموروث الذي كان يعتمد على وسائل قديمة قبل ظهرو وسائل الإعلام الحديث متمثلة في الإنترنت، وكانة وسائل صناعة الإعلام القديم متمثلة في التلفيزيون والصحافة والكتب والسينما والصحف المطبوعة والمنشورات الورقية.
مفهوم الإعلام الجديد:
يعتبر لفظ الإعلام الجديد هو لفظ مثير ويدور حوله أراء متعددة تختلف باختلاف المنظور الذي ينظر إليه الناس حيث يرى البعض أن الإعلام الجديد هذ هو تطوير للإعلام القديم ولكن يختلف عنه بأنه يستخدم وسائل أحدث لتواكب هذا العصر الذي نعيش فيه، والبعض الأخر يصف الإعلام الجديد بأنه اعلام بديل عن الإعلام التقليدي، وبين هذا وهذا تتعدد الأراء وقال العالم نيكولاس نيغروبونتي مؤسس معمل الإعلام الجديد في مدينة "ماساشوستس"، أن الفارق بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي أن الإعلام الجديد يضم مزايا نوعان من الإتصال وهما الإتصال الشخصي والجماهيري، وذهب العالم ريتشارد إلى توزيع الإعلام الجديد إلى ثلاثة أنواع مختلفة وهم:
• النمط الأول ويمارس الإعلام فيه بطريقة تقليدية وذلك مثل برامج الحوار التي يتم تناولها عبر قنوات التليفزيون، بالغضافة إلى الفقرات الصباحية التي يتم عرضها أيضا للجمهور بنفس الطريقة والوسيلة.
• النمط الثاني وهو وسيلة إعلامية جديدة للتعامل مع الجمهور وهي الصحف الإلكترونية والمدونات والمواقع الإلكترونية التي أصبحت هي مثيل للصحف الورقية والجرائد.
• الخدمات والوسائل الإعلامية الحديثة التي تستخدم الإنترنت وتقدم محتوى إعلامي للجمهور إما مرئي ومسموع ولكن خارج التليفزيون وإما مكتوب.
وقد حاول الكثير من العاملين في هذا المجال اطلاق تعريفات على الإعلام الجديد ومنها:
• الإعلام هو نتاج جديد عن اندماج ثلاثة عناصر اتحدت مع بعضها وهم الكمبيوتر والوسائل المتعددة والشبكات.
• التعريف الذي تم وضعه في قاموس التكنولوجيا الرقمية والذي يقول: بأن الغ‘لام الجديد هو اندماج الوسائط المتعددة والكمبيوتر وشبكات الكمبيوتر.
• الإعلام الجديد هو وسائل التي تعتمد على الحاسوب في عملية تخزين وتدوين المعلومات والبيانات والخبار ونشرها للناس بطرق سهلة وميسرة ومخفضة السعر، كما أنها تقوم بتصنيف التفاعل المباشر الذي يحدث بناء على متابعة هذه المادة العلمية، كما أن البعض قال أن الإعلام الجديد هو كل وسائل وأنواع الإعلام الإعلام الرقمي.
• وقام البعض بتعريف الإعلام الحديث على أنه عبارة عن تزاوج واندماج بين تكنولوجيا الإتصال والبث الحديثة والكمبيوتر، وبين وسائل البث والإتصال القديمة، حتى أنتجو هذا النوع من الإعلام الذي يتواكب مع عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه.
ومن كل هذه التعاريف السابقة يتبين لنا أن الإعلام الحديث باختلاف مسمياته، هو وسيلة جديدة لنشر الثقافات والأفكار والأخبار السياسة وغيرها والتواصل مع الجمهور ولكن باستخدام وسائل وأدوات أحدث وأسرع وأسهل من الوسائل التي كان يستخدمها الإعلام القديم وإن كان لا يزال موجودا في حياتنا حتى اليوم، ولكن من الظاهر والمؤكد أن دوره قد تقلص بعض الشئ واصبح الإعلام الجديد المعتمد اعتمادا كليا على الإنتر نت هو الوسيلة الرئيسية لنشر المعلومات والأفكار والثقافات بين الناس. الإنترنت والصحافة الإلكترونية:
يدور حول مفهوم الصحافة الإلكترونةي العديد من الخلافات والأراء المختلفة التي ترجع إلى المناهج والنظريات المتباينة، حيث يرى البعض أن الصحافة الإلكترونية تمثل صحافة الخد المباشر، بينما يرةى البعض ال×ر أن هذا النوع الجديد من الصحافة يمثل ما يسمى بصحافة المعلومة وليس صحافة الحدث، أي يقوم بتناول المعلومات والعلوم والأفكار والنظريات بين الجمهور، ولكن لا تمثل صحافة الإحداث السياسية وغيرها من الأحدث العالمية الهامة التي تحدث يوميا، إلا أن الدكتور لويس مايز رئيس قسم الصحافة الإلكترونية بجامعة درمشتات الألمانية، أن الصحافة الألكترونية التي نتناولها اليوم ما هي إلا استكمال واستمرار للصحافة الورقية المتمثلة في الجرائد التي كنا نتداولها في السابق، وإن كانت لا تزال موجودة حتى الأن وإن تقلص دورها. وتضمل نظريوة هذا العالم أن الصحافة الإلكترونية هي استكمال للصحافة الورقية، إلا أنها تعتمد على وسائل أحدث لتواكب التطورات والتغيرات الزمنية خاصة في المجال الإعلامي، وتتميز الصحافة الإلكترونية عن الصحافة القديمة أو الورقية في أن الأولى تتسم بالمرونة حيث تجمع بين أشكال مختلفة من الصحافة مثل النص المكتوب والمرئي والمسموع.
الفرق بين الصحافة الإلكترونية والصحافة المطبوعة:
بعد أن قام البعض بتعريف الصحافة الإلكترونية على أنها استكمالا واستمرارا للصحافة الورقية المطبوعة ويعتبر هذا الرأي هو الأكثر موضوعية وتحليلا، أصبح يتوجب علينا الأن معرفة ما الفرق بين الصحافة الألكترونية والصحافة الورقية وما يميز الأولى عن الثانية:
1- أن الصحافة الإلكترونية تقوم بتحديث المنشورات بصفة مستمرة ونشر تطورات الأحداث التي تجري، بل وإن وسائل الصحافة الحديثة أصبحت تنقل الحدث وتنشره وتكتب عنه فور وقوعه بدقائق معدودة، مما يتيح للمواطن معرفة تطورات الأحداث بصور سريعة، وذلك على خلاف الصحافة الورقية التي تجدد الأخبار كل يوم، رغم أن في هذه الفترة التي تمر بين اليوم والأخر يحدث أشياء كثيرة لم تغطيها الجرائد إلا بعد فواتها بعدد كثير من الساعات.
2- الصحافة الإلكترونية تتيح للقارئ أن يتصفح كافة الأخبار بلا قيود، كما أنها تطلعه على أصول تطورات الأحداث إذا كان يقرأ خبر ذات أحداث سابقة، حيث يمكنه أن يقرأ أسباب حدوث هذا الخبر أو الأشياء المتعلقة به عن طريق الوصلات التي توجد في المقال أو الخبر.
3- تحتوى المواقع الألكترونية التي تهتم بأمور الصحافة والخبار على أرشيف يوجد به كافة المواضيع التي تم التحدث عنها مسبقا، ذلك الأمر الذي يتيح للقارئ أن يطلع على الأخبار التي يبحث عنها ويريد قراءتها، على عكس ما يوجد بالصحافة الورقية التي تجدد كل يوم ورقتها من أخبار حديثة وتمحو ما سبق كتابته.
4- الصحافة الإلكترونية أصبحت طريقة ووسيلة هامة للحوار بين القارئ وبين الناشر، حيث أصبح هناك تفاعل بينهما من خلال التعليقات التي تكون في الموقع الإلكتروني والذي يتمكن من خلاله القارئ من ارسال أي تعليق على المحتوى الصحفي المنشور بل وتحديثه والزيادة عليه في بعض الأحيان، مما خلق تفاعل بين المرسل والمستلم، على عكس وسائل الإعلام القليدية التي تعتمد على طرف واحد وهو المرسل.
5- بظهور الصحافة الإلكترونية فقد اختلف شكل الراسل عن السابق حيث أصبح يوجد أنواع مختلفة من الرسالة التي يرسلها الراسل ومنها:
1- مؤسسة إعلامية
2- جهة حكومية إلكترونية
3- منظمات
4- قوى صحفية مهمشة
5- أفراد
6- مؤسسات تجارية
أهمية الصحافة الإلكترونية في العصر الحالي وتأثيرها على الصحافة بشكل عام:
الصحافة الإلكترونية اليوم بمختلفة وسائلها ومجالاتها قد أثرت بشكل كبير وملحوظ على حياتنا اليومية وعلى مجال الصحافة نفسه، حيث يعتبر أبرز ما قامت به هو أنها انتزعت مهنة الصحافة من وسائل الإعلام التي كانت تحتكرها قبل ظهور الإنترنت وانتشاره، حيث كانت الصحافة حينها مقصورة على وسائل الإعلام التي يتحكم فيها فئة معينة مما قد يشوه بعض الحقائق تارة ونشر معلومات ناقصة تارة أخرى، ولكن بعد ظهور الإنترنت أصبحت الصحافة الإلكترونية تحمل تأييدا جماهيريا كبيرا اتجاهها حيث نقلت الصحافة والغعلام بشكل عام من الحصر على فئة معينة إلى العامة، وخلقت ما يسمى بالمواطن الصحفي، حيث بات بإمكان كل شخص لديه محتوى علمي وصحفي أن ينشئ موقعه الخاص أو مدونته الخاصة وأن يبدء بمهنة الصحافة بها وبالنشر بها سواء كانت أفكار أم محتويات علمية أم أمور ثقافية أم أحداث يومية تحدث في المجتمع، حيث أصبح المواطن منفتحا على الأحداث التي تدور من حوله من خلال هذا النوع من الصحافة، في حين أنه كان في السابق شبه معزولا عن المجتمع الخارجي ولا يعلم ولا يرى إلا ما تصدره له وسائل الإعلام المتاحة له حتى وإن كانت لا تعرض له الحقيقة أو الأمور الهامة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الصحافة الإلكترونية قد تبنت عملية نقل المعلومات وعلوم مختلفة من الغرب ونشرها للمجتمع العربي، إذ أصبح بإمكان أي شخص يريد تعلم أي شئ جديد، ان يقوم بالدخول على الإنترنت والبحث عما يريد بلغته العربية فيظهر له الكثير من المواضيع والأعمال الصحفية التي تتحدث عما يريد، دون أن يحتاج إلى بذل جهد في البحث عن كتاب أو تكاليف مادية من أجل شراء كتاب ما.
لا يزال العلم في تطور والتكنولوجيا لا تزال حتى الأن في طور تقدمها وازدهارها ومع كل تطور يمر بها تظهر الاكتشافات الجديدة التي لا تؤثر على المجال التي تم اكتشافها فيه فحسب بل تؤثر أيضا على كافة المجالات والعلوم الأخرى، ومن المعروف أن لكل حصر خصائصة ووميزاته الخاصة التي تختلف عن غيره من العصور، لذلك فإن الصحافة الإلكترونية كانت لابد أن تظهر في هذا العصر مصاحبة للإنترنت ووسائل الإتصال الحديثة والحاسوب والهاتف الجوال، مثلما الحال في العصر السابقة الذي ظهرت فيه وسائل الإعلام السماعية والرئية المتمثلة في الراديو والتليفيزيون حيث ظهرت خذخ الوسائل مصاحبة للاكتشافات التي ظهرت في ذلك الوقت، ومن المؤكد أن في المستقبل سوف تتطور وسائل الإعلام الحديثة والصحافة الإكترونية إلى أمور أحدث من ذلك.
